مقدمة
الحمد
لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئآت
أعمالنا من يهده الله فلا مضّل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا وأشهد أن لا
إله إلّا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى
آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما
بعد:
تعدّ
التربية والتعليم من القضايا الأساسية المرتبطة بالأمم ماضيها وحاضرها ولها مكانة
مرموقة عند مفكريها وعلمائها لما يترتّب عليها من آثار سلبية وإيجابية على الأمة
سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي أو الاجتماعي والثقافي وغيرها ولهذا اهتموا
بها وأولوها عناية خاصة
وقد
اختلفت النظرة البشرية نحو التربية وتعدّدت لأنّ الأفكار البشرية بحكم طبيعتها
ليست واحدة بل مختلفة ومتفاوتة فاتّجهت بعضها في نحوا الطرق التربوية التي تعتني
بالناحية المادية والعلمية فقط في حين كان الاتجاه الثاني نحو الخوض في الجانب
الروحي فقط فجاء الإسلام فربط بين العقيدة والعلم رباطا شديدا وثيقا ومزج بين
التربية الروحية والتربية الجسدية مزجا لانفصام لحدهما عن الآخر[1]
ومن
هنا جاء رسالة الإمام أبي حامد الغزالي " أيها الولد" كمحاولة بشرية
لتوضيح هذه الفكرة الأصيلة في الإسلام والتي اعتنى سلفنا الصالح بها أيّما اعتناء
وازدخرت في كتبهم ومصنفاتهم
والباحث
في هذه الورقات المحددّة يحاول أن يتناول ويدرس بعض أراء الإمام الغزلي التي
تناولها في كتابه الذي تضمن نصائح غالية ومواعظ بليغة وقيم تربوية فريدة التي تحقق
للفرد المتعلم فضلا عن المعلم غايته في الوصول إلى أهدافه التعليمية ونصائح
"أيها الولد" من جمال الحكم وأبلغه
يقول في مقدّمته : " أيها الولد... النصيحة
سهل والمشكل قبولها لأنّها في مذاق متبعي الهوى مرّ إذ المناهي محبوبة في قلوبهم
على الخصوص لمن كان طالب العلم الرسمي مشتغلا في فضل النفس ومناقب الدنيا فإنه
يحسب أنّ العلم المجرّد له سيكون نجاته وخلاصه فيه وأنه مستغن عن العمل وهذا
اعتقاد الفلاسفة. "[2]
موضوع
البحث:
حاول
الباحث في هذا البحث التنقيب عن آراء الإمام الغزالي-رحمه الله- التربوية في كتابه
أيها الولد لما لها من أهمية بالغه في مجال التربية بصفة عامة وقد تم اختيار هذه
الرسالة للتعرف على أراء الغزالي فيها ولأنها تلخص تلك الأراء بأسلوب الهدية إلى
الأستاذية إلى التلميذ أو الهدية من الوالد لولده وقد جاءت مختصرة للخبرة والتجربة
الشخصية خاض غمارها الغزالي بنفسه لسنوات عديدة
وعلى
ضوء ذلك يمكن تحديد موضوع الدراسة بالسؤال التالي:
ماهي الاراء التربوية عند الامام الغزالي في
كتابه أيها الولد ؟
أسئلة
البحث:
يسعى
الباحث للإجابة على السؤال الرئيسي التالي:
ما
الآراء التربوية التي تضمنته كتاب الغزالي " أيها الولد" ؟
ويتفرع
عن هذا السؤال, الأسئلة الفرعية التالية :
ما
رأي الغزلي حول غاية العلم في كتابه "أيها الولد"
ما
رأي الغزالي حول العلم والعمل به في كتابه " أيها الولد"
ما
رأي الغزالي حول صفات المعلم المربي في كتابه "أيها الولد"
ما
رأي الغزالي حول علاقة المتعلم بالمعلم في كتابه "أيها الولد"
ما
رأي الغزالي حول خلقيات التعلّم أو صفات المتعلّم في كتابه "أيها الولد"
أهداف
البحث:
يهدف
البحث إلى تحقيق الهدف الرئيسي التالي:
بيان
بعض الأراء التربوية التي تضمنته كتاب الغزالي "أيها الولد"
ويتفرع
عن هذا الهدف الرئيسي الأهداف التالي:
_
بيان ترجمة الغزالي ومسيرته العلمية
_
دراسة وبيان بعض الآراء التربوية للغزالي حول غاية التعلم والعلم والعمل به وعلاقة
المتعلم مع المعلم وصفاتهما
أهمية
البحث:
تتجلى
أهمية هذا البحث من القيمة العلمية والنصائح الغالية والآراء التربوية
التي احتواها الكتاب "أيها الولد", وأفكارها ليست مستحدثة ولا
جديدة بل هي مستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, حيث اشتمل على
الاستشهادات بآية كريمة أو سنة نبوية شريفة قبل كل مقطع أو بعده[3].
إن
الوقوف على آراء التربوية للعلماء الذين كتبوا في المجال يعدّ وسيلة تربوية ناحجة
في إكساب الطلاب القيم والمهارات التربوية التي تساهم في تحصيلهم العلمي ويعالج
عيوبهم وطريقة تعاملهم السلبي مع العلم وأهله
حدود
البحث:
يقتصر
هذا البحث على بعض آراء التربوية التي وردت في كتاب "أيها الولد" فلا
يتطرق إلى غيره من كتب المؤلّف إلا في بعض حالات الاستدلال أو التأكد.
مصطلحات
البحث :
1
– الآراء التربوية : الأفكار والتصورات المتكاملة لتنمية الإنسان من جميع جوانبه
المختلفة[4] "
الدراسات
السابقة:
بعد
البحث تبيّن للباحث أنه يوجد هناك دراسات عدة تناول بعض كتب الشيخ الغزالي وأفكاره
التربوية تحقيقا واستنباطا ومنها
1
_ من أعلام التربية الإسلامية : أبو حامد الغزالي
هدفت
هذه الدراسة إلى توضيخ الفكر التربوي عند الإمام الغزالي من خلال كتبه المختلفة
واعتمد كثيرا على كتابه "إحياء العلوم الإسلامية" وقد استنبط أراء الغزالي حول عدة موضوعات
تناولها الباحث وهي التالي:
_ فلسفة التربية عند الغزالي
_
علم النفس الطفل عند الغزال
_
الغزالي وتربية الطفل
_
الغزالي والصحة النفسية
_
نظرية الفعل المنعكس الشرطي عند الغزالي[5]
وقد
اقترح الباحث ضرورة الوفاء للتراث العربي الإسلامي وذلك عن طريق رفع اللثام عن
العطاء الذي قدّمه لنا العلماء والمفكّرون المسلمون عبر التاريخ وتدوين منجزاتهم
ليمون لنا واللأجيال القادمة بعض الآثار والدروس المليئة بالعبر والموعظة الحسنة
وعرفانا لهم لما أسدوه في غابر العصور من أياد بيضاء على نهضة الأمة وعلى تطور
الفكر البشري بما فيه خير وصلاح.[6]
الفصل
الثاني وفيه:
1
- الغزالي حياته وطلبه للعلم
2
- عصر الغزالي ومصنفاته
3
- ثناء العلماء عليه
4
- التعريف بكتابه "أيها الولد" ومحتوياته
1
- الغزالي حياته وطلبه للعلم
هو
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي, المعروف بأبي حامد نبسبة إلى ابن له
توفاه الله صغيرا[7]
, وبحجة الاسلام لأنه محجة الدين التي يتوصل بها إلى دار الإسلام, جماع أشتات
العلوم والمبرز في المنقول منها والمفهوم,
كان رحمه الله ضرغاما إلا أن الأسود تتضاءل بين يديه وتتوارى, وبدرا تماما إلا أن
هداه يشرق نهارا, وبشرا من الخلق ولكنه الطود العظيم, وبعض الخلق لكن مثل ما بعض
الحجر الدرّ النظيم[8]
وحين يذكر الغزالي في طول بلاد المسلمين وعرضها يقفز إلى الذهن لقبان اقترنا بهذا
الاسم, هما حجة الاسلام ومجدّد القرن الخامس.[9]
ولد
رحمه الله بطوس سنة خمسين وأربعمائة 450ه وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه
بطوس, فلمّا حضرته الوفاة وصّى به وبأخيه أحمد إلى صديق له متصوّف من أهل الخير
وقال له: أن لي لتأسفا عظيما على تعلم الخط وأشتهي استدراك ما فاتني في ولديّ هذين
فعلّمهما ولا عليك أن ينفّد في ذلك جميع ما أخلفه لهما, فلمّا مات أقبل الصوفي وهو
أحمد بن محم الزاركاني على تعليمهما وتفقيههما الفقه الشافعي وأصوله, إلى أن فني
ذلك اليسير الذي كان خلفه لهما أبوهما فقال لهما:اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان
لكما وأنا رجل فقير والتجريد بحيث مال لي, فأواسيكما به, وأصلح ما أرى لكما أن
تلجآ إلى مدرسة كأنكما من طلبة العلم فيحصل لكما قوتيعنيكما على وقتكما, ففعلا ذلك
وكان السبب في سعادتهما وعلو درجتهما[10]
أ
- طلبه للعلم :
قرأ
في صبه طرف من الفقه ببلده على أحمد محمد الرزكاني ثم سافر إلى الجرجاني إلى
الإمام أبي النصر الإسماعيلي وعلّق عنه ( التعليقة ) ثم رجع إلى طوس وفي أثناء
رجوعهم اعترضهم قطاع الطرق وأخذ جميع ما لديهم فتبعهم الغزلي فالتفت أليهم كبيرهم
وقال له: ارجع ويحك وإلا هلكت, فقال لهم الغزالي: أسألك بالذي ترجوا السلامة منه
أن تردّ عليّ تعليقتي فقط, فما هي بشيء تنفعون به فقال له:وما هي تعليقتك؟ قال:كتب
في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها, فضحك وقال : كيف تدّعي أنك
عرفت علمها وقد أخذناها منك فتجردت من معرفتها وبقيت بلا علم, ثم أمر بعض أصحابه
فسلّم إليه المخلاة.
قال
الغزالي: هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني به في أمري, فلمّا وافيت طوس أقبلت على
الاشتغال ثلاث سنين حتى حفظت جميع ما علّقته وصرت بحيث لو قطع عليّ الطريق لم
أتجرد من علمي.
وبعد
ثلاث سنوات ارتحل إلى نيسابور ولازم إمام الحرمين ضياء الدين الجويني وجدّ واجتهد
حتى برع في المذهب, والخلاف, والجدل والأصلين والمنطق وقرأ الحكمة والفلسفة وأحكم
كل ذلك وصنّف في كل فن من هذه العلوم كتبا وأحسن تأليفهما, وأجاد وضعها وترصيفها[11]
ثم
في سنة 478ه خرج الغزالي من نيسابور بعد وفاة شيخه الجويني إلى المعسكر الذي كان
فيه ( نظام الملك ) وبدأ يشارك العلماء مجلسهم لدى الوزير كما أخذ في مناظرتهم,
وكانت أسئلته في أبواب العلم محرجة وكانت أجوبته في مختلف المسائل مبهجة وأقرّ له
القوم صحة الرأي وقوّة الحجة وأعجب نظام الملك به فعرض عليه المنصب الكبير,
التدريس في المدرسة النظامية ببغداد عام 484ه وبلغ الغزالي أوجّ مجده العلمي في
هذه المدرسة حتى كان يحضر درسه ثلاثمائة عمامة من أكابر العلماء[12]
وقد
أقام على التدريس ونشر العلم بالتعليم والفتيا واشتهر حتى ضرب به المثل وشدّ إليه
الرحال إلى أن عزفت نفسه عن زائل الدنيا فرفض ما فيها من التقديم والجاه وترك كل
ذلك وراء ظهره, وقصد بيت الله الحرام فخرج إلى الحج في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين
واستناب أخاه للتدريس ودخل دمشق سنة تسع وثمانين فلث فيها يويمات يسيرة على قدم
الفقر ثم توجه إلى بيت المقدس فجاور به مرّة ثم عاد إلى دمشق واعتكف بالمنارة
الغربية من الجامع الأموي ثم فارق دمشق وأخذ يجول في البلاد إل مصر وتوجه منها إلى
الاسكندرية فأقام بها مدّة ثم استمر يجول في البلدان ويزور المشاهد ويطوف على
التراب والمساجد ثم رجع إلى بغداد وأقام بها مجلس الوعظ وتكلّم على لسان أهل
الحقيقة وحدّث بكتاب إحياء علوم الدين ثم عاد إلى خرسان ودرّس المدرسة النظامية
بنيسابور مدّة يسيرة ثم رجع إلى ميدنة طوس واتخذ إلى جانب داره مدرسة للفقهاء
ووزّع أوقاته على وظائف, من ختم القرآن ومجالسه أرباب القلوب والتدريس لطلبة العلم
وإدامة الصلاة والصيام وسائر العبادات إلى أن انتقل إلى رحمة الله ورضوانه وكان
وفاته بطوس يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخر سنة خمس وخمسمائة 505ه [13]
2
- عصر الإمام الغزالي:
يعدّ
الغزالي من أعلام القرن الخامس الهجري وإن أدرك خمس سنوات في القرن السادس, والقرن
الخامس حافل بالتطورات الاجتماعية والفكرية والثقافية والحوداث السياسية, لقد مالت
الخلافة العباسية في دورها المتأخر إلى الضعف والانحلال كما انتشر الدعاة الذين
كثروا في الأمصار كما انتشر الزعماء الذين يتكالبون على السلطة وزادوا في ضعف
الكيان السياسي للدولة, وكان لكثرة الآراء والأفكار المختلفة من معتزلة يرفضون
سلطة السلف ويتكلمون عن سلطة العقل المجرد... وإسماعيلية يحملون لواء المعاضة
للحكم القائم ومذاهب فلسفية متعددة, كان لكثرة الآراء والأفكار أثر في زيادة
الفوضى الشاملة والاضطراب الفكري إلى جانب الاضطراب السياسي الامر الذي أدّى غلى
نزاع حادوعنيف بين الفرق المختلفة والطوائف المتعددة من حنابلة وشيعة وحنفية
ومتصوفة وأشاعرة وغيرهم ويكفى أن نشير إلى بعض وجوه الفلاسفة وعلماء القرن الخامس
الهجري:
ففي
هذا القرن عاش أبو عبدالله البغدادي الشيعي 413ه , والقاضي عبد الجبّار شيخ
المعتزلة 415ه وأبو علي ابن سينا شيخ الفلاسفة 428ه وابن هيثم الرياضي والطبيعي
المشهور 430ه وابن حزم حة الأندلس 444ه والاسفراييني 481ه والجويني 478ه من كبار الأشاعرة والحسن بن صباح
485ه زعيم الباطنية, كما أنه كان للإسماعيلية والاطنية دعاة يوجه خاص كانوا يطوفون
البلاد شرقا وغربا.
وكان لا بد لمن يعيش في خراسان والعراق ان يلمّ
بذلك ويندفع نحو الفلسفة دفعا وهكذا كان شأن الغزالي الذي دفعه حب الاطلاع أن يقرأ
كثيرا وتمكن كل التمكن, ونظرة إلى كتبه عامة تشهد بمدى وقوفه على التراث المتشعب
القديم والحديث[14]
فالغزالي
شخصية متميزة متمكنة أخذت مكانها الواضح بين الأعلام الذين كانت لهم الصدارة في
ميدان الفكر الإسلامي, وإذا قلنا إنها كانت في ميدان الفكر العالمي فإنا لا نعد
والحقيقة ولهذا فهو الامام الفقيه والامام الأصولي والامام في علم الأخلاق والامام
في علم التربية وعلم النفس والامام في علم الاقتصاد والامام السلفي والامام الصوفي
والامام المصلح وهو مع كل هذا الامام العامل الامام العابد[15]
أ
- مصنفاته:
للإمام
الغزالي عدد كبير وهائل من المصنفات أهمها:
الوسيط – البسيط - الوجيز – الخلاصة – إحياء علوم الدين –
الأربعين – المستصفى في أصول الفقه -
المنخول في أصول الفقه – ألّفه في حياة أستاذه إمام الحرمين الجويني - أيها
الولد – والمنقذ من الضلال – تحصين المآخذ وغيرها [16]
3
- ثناء العلماء عليه:
الامام
الذهبي " الشيخ الامام البحر حجة الاسلام, أعجوبة الزمان, زين الدين, أبو
حامد صاحب التصانيف والذكاء المفرط "[17]
ابن
كثير " برع في علوم كثيرة وله مصنفات منتشرة في فنون متعددة فكان من أذكياء
العالم في كل ما يتكلم فيه "[18]
شيخه
إمام الحرمين الجويني " الغزالي بحر مغدق "[19]
الامام
ابن الجوزي " صنّف الكتب الحسان في الأصول والفروع التي انفرد بحسن وضعها
وترتيبها وتحقيق الكلام فيها "[20]
4
- كتابه " أيها الولد :
اسم
الرسالة:
ورد
في أكثر المخطوطات أن اسمها رسالة " أيها الولد " كما ورد اسمها في بعض
مخطوطات دارالكتب المصرية "الرسالة الولدية" وأما طبعة دار الشروق فقد
اخنارت اسم " أيها الولد المحب" [21]
وقد
رجح القرداغي من بين الأسماء "أيها الولد" كما ورد في أكثر المخطوطات التي عثر عليها[22]
ولا
يخفى أن المراد ب "الولد" هنا أحد تلامذة الامام الغزالي الذي طلب منه
النصح والإرشاد كما يتبين من مقدمة الرسالة وتسمية الغزالي التلميذ بالولد تدل على
أن الأستاذ بمقام الوالد والتلميذ بمقام الولد[23]
محتويات
الرسالة [24]
1
– النصيحة سهل والمشكل قبولها وتنفيذها
2
– العلم المجرد لا يوصل الانسان إلى الغاية إلا مع العمل
3
– الإيمان قول باللسان وتصديق بالجوارح وعمل بالأركان
4
– إذا كان العبد يبلغ الجنة بفضل الله ولكن بعد أن يستعد بطاعته وعبادته
5
– مالم تعمل لم تجد الأجر
6
– العلم بلا عمل جنون والعمل بغير علم لا يكون
7
– طالب العلم حتاج همة في الروح وهزيمة في النفس موت في البدن
8
– خلاصة العلم الوصول إلى معرفة الطاعة والعبادة لله
9
– لا ينال الانسان الغاية إلا بالجد وسهر الليالي
10-
التصوف يكون بالمجاهدة وقطع الشهوة لا بالطامات والترهات
11
– التصوف خصلتان: أ) – الاستقامة ب) -
والسكون عن الخلق
12
– الحقيقة لا تصل إليها إلا ببذل الروح ولا فلا تنشغل بالترهات الوفية
13
– إذا تريد أن لا يكون علمك خصما عليك يوم القيامة فعليك الالتزام بما يأتي :
أ - لا تناظر أحد, ففي المناظرة آفات كثيرة, فهي
منبع كل خلق ذميم
ب
– الحذر من الوعظ والتذكير بدون عمل
ج
– أن لا تخالط الامراء والسلاطين
ه
– أن لا تقبل شيئا من عطاياهم
و
– أن تحب لسائر الناس ما تحب لنفسك.[25]
الفصل
الثالث وفيه آراء الغزالي فيما يأتي:
1
– غاية العلم عند الغزلي
2
–العلم والعمل به
3
– صفات المالم المربي
4
– علاقة المعلم بالمتعلم
5
– خلقيات التعلم أو صفات المتعلم
خاض
الإمام الغزالي حول عدد من القضايا والموضوعات والتمأمل في كتبه المتعدّدة يمكن أن
يدرك ذلك بكل سهولة ويسر وقد تعمّق في بعض الأحيان في معالجة بعض المشاكل البشرية
والبحث عن حلولها ولا غرابة في ذلك فقد خاض الغزالي نفسه تجارب شخصية عميقة عدّة
في حياته للبجث عن الحقيقة ممّا أهّله في النهاية وساعده على تحديد موقفه حول عدد
من القضايا في كتبه المختلفة
وقضية
التربية والتعليم تكن بمنأى عن تجاربه بل كانت في صدارته حيث وضع تصورا معينة
للتربية وأهدافه في عدد من مؤلفاته وحدّد غايته وفقا لرؤيته وفصل القول في المنهج
المناسب الذي يجب السير عليه وذلك بتصنيف العلوم حسب فوائدها وصفات العالم المربّي
الذي وصفه بنائب عن الرسول صلى الله عليه وسلم[26] وكذلك أسلوب التعامل بين المعلم
والمتعلم وغيرها من الموضوعات المختلفة المترتبطة بالتربية
وقد
حلّل الإمام الغزالي أراءه التربوية في مختلف كتبه ومصنفاته خاصة " الإحياء
" و " الرسالة اللدنية " " فاتحة العلوم "[27] وأخيرا رسالته " أيها
الولد "
ومن
البديهي جدا أن تكون الآراء التربوية للغزالي مرتبطة بالسوك الخلقي الصوفي ولا
غرابة في ذلك فقد نشأ صوفيا وعاش ونصج صوفيا ولم يجد الحقيقة التي كان ينشدها إلا
عند الصوفية بعد أن تعرّف على كل المدارس الفكرية والمذاهب الدينية والفلسفية في
عصره فقد قال: إني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريقة الله خاصة وأ، سيرتهم
أحسن السير وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق بل لو جمع عقلاء العقلاء
وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ليغيّروا شيئا من سيرتهم
وأخلاقهم ويبدّلوه بما هو خير منه لم يجدوا إليه سبيلا فإن حركاتهم وسكناتهم
جميعها في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة وليس وراء نور النبوة على
وجه الأرض نور يستضاء به[28]
وسوف
نتناول النقاط التالية للتعرف على آراء التربوية للغزالي فيه
1
– غاية العلم
2
– العلم والعمل به
3
– صفات العالم المربّي
4
– علاقة المتعلم بالمعلم
5
– خلقيات التعلم أو صفات المتعلم
غاية
العلم :
من
العوامل التي تميّز التربية الإسلامية عن غيرها أنها تربية دينية تهدف إلى تكوين
الإنسان الصالح الذي يعمل على سعادته الدنيوية والأخروية فالأوّل يتمثل في تحقيق
العبودية وتلبية احتياجاته الأساسية والثاني يتمثل في السعادة في الآخرة وذلك
بالفوز برحمة الله والنجاة من عقابه وعذابه[29]
وهذا
ما نلمسه بوضوحلدى التربويين المسلمين جميعهم من خلال حديثهم أو عرضهم لأهداف
التربية والمعرفة والغزالي بصوفيته المعروفة لم يكن معزولا عن هذا الاتجاه
الاسلامي بل نجده في رسالته بصرف النظر عن الأهداف الدنيوية للعلم ويرى أن التربية
والعلم والمعرفة تهدف إلى طلب النفعية في الآخرة فقط لأن التوجه الصوفي الذي تأثر
به الغزالي يلزمه بالغاية النهائية للحياة وقد برّر الغزالي ذلك فقال " لأن
منزلك القبر وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظو متى تصل إليهم وإياك أن تصل إليهم
بل زاد " [30]
هذا
التركيز على النفعة الأخروية الذي نجده عند الغزالي في رسالته قد لا نجده عنده في
غير هذه الرسالة ففي الإحياء مثلا تحدث الغزالي عن الهدف الأخروي لكنه لم ينس
الهدف الدنيوي للعلم " العزّ – الوقار – نفوذ الحكم على الملوك – لزوم
الاحترام في الطباع... [31]
ولهذه
الأسباب الغائية للعلم أعلن الغزالي عن عدم قبوله مبدأ تعلم العلم لذاته أو كما
يسمه في الرسالة العلم المجرّد فيقول: "وتيقّن أن العلم المجرد لا يأخذ باليد
"[32] أي لا يأخذ بيد صاحبه إلى النجاة فلا بدّ إذا
من تحويل هذا العلم إلىتطبيق عملي إذ بدونها فلا فائدة ولا معنى لهذا العلم ولا
هدف للمعاني الروحية من توبة واستغفار يقول الغزالي: " لو كان العلم المجرد
كافيا لك ولا تحتاج إلى عمل سواه لكان نداء – أي الله – هل من سائل؟ هل من مستغفر؟
هل من تائب؟ ضائعا بلا فائدة" [33]
نتوصّل
إلى أنّ غاية العلم وأهدافه عند الغزالي في رسالته هو أن يكون طريقا إلى الآخرة
والفوز برحمة الله وعليه فإن التعرّف على رأي الغزالي في أهداف التربية يكون
بالاطلاع على مجموع مصنفاته وأقواله وربط بعضها ببعض دون اقتطاع للكلام من سياقه
لكي يفهم بشكل يوقع الغزالي في تناقض هو بعيد عنه[34]
وأهم
علم عند الغزالي أن تنشأ لدى الانسان المعرفة بالله وصفاته وأفعاله والاستعداد
للآخرة فكل العلومالتي لا تعين على ذلك مضيعة للوقت والعمر لذلك قال : " أي
شيئ حاصل لك من تحصيل علم الكلام والخلاف والطب والدواوينو الأشعار والنجوم
والعروض والنحو والتصريف غير تضييع العمر بخلاف ذي الجلال" [35]
ولا
شك هنا أن الغزالي لا يقصد التقليل من شأن هذه العلوم أو اعتبارها مضيغة للعمر كما
يبدوا في العبارة فقد قرر فضائل هذه العلوم في غير هذه الرسالة وإنما المقصود[36] هو أنه لا بد للمشتغل بهذه
العلوم الدنيوية أن لا ينشغل بها عن ذات الله وذكره وعبادته وعن تهذيب النفس
وتزكية الأخلاق.
2
– العلم والعمل به:
يمثل
العلم والعمل به إحدى الوقاعد الأساسية في التربية الاسلامية وهي تفسّر غاية العلم
وأهدافه فما دام العلم طريقا لمعرفة الله وتحصيل الفضائل لسعادة الدنيا والآخرة
فلابدّ أن ينقل هذا العلم إلى واقع عملي من خلال الممارسات والتطبيقات المختلفة له
كما أن أي انفصل بينهما يحبط الهدف ويضيع كل الجهود لذلك ذهب الغزالي إلى أنه جنون
أن يتعلم الانسان ولا يعمل به وأنه سبب في البعد من رحمة الله والقرب إلى عقابه
ومقته يقول : "العلم بلا عمل جنون والعمل بلا علم لايكون"[37] ثم إنه " لو قرأت
مائة سنة وجمعت ألف كتاب لا تكون مستعدا لرحمة اللهتعالى إلا بالعمل"[38]
كما
يؤكد الغزالي أن الأجر والمثوبة لايكون بمجرد التعلم فقط بل مرتبطة بالعمل فليس
الله يجزي على المشقة والتعب والعنت في سبيل تحصيل العلم إلا إذا حوّله الانسان
إلى واقع عملي في حياته يقول: " مالم تعمل لم تجد الأجر " [39] بل يرى في ذلك كل الحسرة
والشقاء " واعلم أن علما لا يبعدك اليوم عن المعاصي ولا يحمكل على الطاعة لن
يبعدك عن نار جهنم وإذا لم تعمل اليوم ولم تدار الأيام الماضية تقول غدا يوم
القيامة فارجعنا نعمل صالحا فيقال: يا أحمق أنت من هنا تجئ" [40]
إذا
عدم نقل العلم إلى واقع عملي انحراف واضح عن الهدف وتيسير للأمور على غير مجراها
ويحذر منه لأننها سبب للقرب إلى عقاب الله وعذابه كما أن العمل به سبب للبعد عن
عقاب الله وهو ما أشار إليه الغزالي في الكلام السابق
فالمعيار
عند الغزالي هو الالتزام بالشريعة" خلاصة العلم : أن تعلم أن الطاعة والعبادة
ماهي؟ واعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول
والفعل"[41]
وعدم الالتزام به ضلالة " ينبغي أن يكون قولك موفقا للشرع إذا العلم والعمل
بلا اقتداء الشرع ضلالة "[42]
3
– صفات العالم المربّي:
أطلق
الغزالي صفة راقية جدا على من يقوم بعملية التربية والتعليم وهي صفة فريدة مغبونة
إذ يعتبر الغزالي من يقوم بعملية التعليم نائبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " وشرط الشيخ الذي يصلح أن يكون نائبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكون عالما"[43] والسبب "لأن الله
أرسل للعبادرسولا للارشاد إلى سبيله فإذا ارتحل صلى الله عليه وسلم قد خلف الخلفاء في مكانه حتى يرشدوا إلى الله
تعالى" [44]
لكنه ليس كل عالم يصلح أن يكون خليفة لرسوله الله أو نائبا له كما قال: " إلا
أن كل عالم لا يصلح للخلافة "[45] فالشرط الأساسي هو أن يكون
الخليفة أو النائب عالما فخرج بذلك غير المتعلمين وأيضا فليس كل عالم يستحق تلك
المكانة بل لا بد من شروط وأوصاف حددها الغزالي لمن يتصدى لتلك المهمة " وإني
أبين بعض علامات"[46] أي علامات هذا النائب عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم " حتى لا يدّعى كل أحد أنه نرشد"[47] فمن توفرت فيه تلك الأوصاف
والشروط فهو الذي يصلح أن يكون نائبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويصلح الاقتداء
به لأنه نور من أنوار النبي صلى الله عليه وسلم
وهذه المعايير هي التالي:
1
– الاعراض عن حب الدنيا وحب الجاه لأن طالب الدنيا والجاه والتعلم لاته لا يصلح أن
يكون من ينوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن من طلاب الدنيا ولا من طلاب الجاه فكيف بمن
ينوب عنه ويؤدي رسالته؟
2
– أن يتابع شيخا بصيرا تسلسل متابعته إلى سيد العالمين صلى الله عليه وسلم "
وكان قد تابع شيخا بصيرا تسلسل متابعته إلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم [48]
3
– أن يحسن رياضة النفس: قلة النوم والأكل والقول وكثيرة الصلاة والصيام والصدقة
4
– أن يجعل محاسن الأخلاق له سيرة من خلال متابعة الشيخ كالصبر والصلاة والشكر
والتوكل واليقين والقناعة والتواضعو الحلم والعلم والصدقة والحياء والوفاء... هذذه
الشروط الخلقية صوفية ييجب أن يتصف بها من يتصدر للإرشاد النيابة عن النبي صلى
الله عليه وسلم كما يراه الغزالي لكن لنكن صرحاء كيف يمكن للإنسان أن يجمع كل هذه
الفضائل دون أي إخلال يقتضيه الطبيعة البشرية؟
ومن
هنا رجع الغزالي إلى الواقعية حيث قال: " ولكن وجودمثله نادر" [49] أي شخصية يجمع تلك الصفات إذا يكمن القبول بما
هو أدنى من هذه الصفات التي قيدته الغزالي فيمن يريد النيابة عن الرسول صلى الله
عليه وسلم طالما أن وجوده قد يصعب في الغالب وهو ما أكد الغزالي بنفسه.
4
– صفات المتعلم وعلاقته بالمعلم
العلاقة
بين العالم والمتعلم علاقة حوهرية فهي التي تكوّن العملية التربوية وتؤسس لها وهي
ضرورة في نجاح التعلم فالعلاقة بينهما متبادلة يلتزم المعلم ببعض الصفات والمعايير
ويلتزم أيضا المتعلم ببعض المعايير حتى لا يكون هناك تصادم من الطرفين فالحب
والرفق والود والعطف من قبل المعلم والاحترام والتقدير من قبل المتعلم هي أساس
نجاح العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التربوية والتقدم المنشود في المجتمع وبدون
هذه العلاقة لا يمكن للتعليم أن ينجح ولا أن يحقق أهدافه ولذلك أشرنا فيما مضى -
صفات المعلم المربّي الناجح – رؤية الغزالي للمعلم الناجح والصفات التي جب فيه حتى
يكون نموذج في الاقتداء والخلافة والنيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الاإرشاد وتأدية رسالته حق التأدية.
وللغزالي
رأي فيما يتعلق بعلاقة المتعلم بالمعلموالصفات التي يجب أن يتوفر فيه حتى يتحقق
هدفه ولا ينحرف عنه قيد أنملة ويتمثل ذلك في حسن التصرف تجاه الشخ المربي الذي سبق
الكلام عن صفاته واحترامه احتراما شديد
الذي يصل إلى درجة التبعية والانقياد التام له في أقواله وأفعاله لأن مخالفة الشيخ
عند الغزالي قد يقود إلى الاتصاف بالنفاق لذلك فهو يقترح لمن لا يستطيع الانقياد
للشيخ والتمثل بأقواله وأفعاله تمثلا تاما أن يتركه إلى حين قدره على الانقياد له
فيقول: " وإن لم تستطع- أي المتعلم أن يطابق المعلم في القول والفعل- يترك
صحبته إلى أن يوافق باطنه ظاهره" [50] ومن هنا فإن صفات المربي
يعتبر الضامن الأساسي لعدم الانحراف في تلك العلاقة ولكن كيف يطلب الغزالي من
المتعلم أن يتحلى بصفات ومعاملة خاصة تجاه من يعتبره هو نفسه " نادرا أعز من
الكبريت الأحمر" ؟
ألا
يعتبر هذا عدم تكافؤ بين حقوق وواجباته وحقوق وواجبات المعلم؟ أم أنه لا يلزم
بينما التكافؤ؟
وعلى
كل حال فالغزالي في رسالته يقسم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المتعلم إلى قسمين
1
– صفات في الشكل الظاهري للمتعلم
2
– صفات في الشكل الباطني للمتعلم
فالصفات
التي في الشكل الظاهري يشمل:
1 – عدم مجادلة الشيخ
2
– عدم الاستغال بالاحتجاج معه في كل مسألة وإن علم خطأه
3
– خدمته ف أمور العبادة
4
– أن لا يلقى بين يديه السجادة إلا لتأدية الفريضة وإذا انتهى منها رفعها
5
- عدم إكثار النوافل بحضرته ربما منعا
للرياء أو طلب رضى الشيخ
6
– طاعة أوامره قدر السعة والطاقة
وأما
الشكل الباطني فهو كل ما يسمعه المتعلم من شيخه أن يتقبله منه سواء في الظاهر أو
الباطن وأن ينقاد له قولا وفعلا فلا ينكر عليه في الباطن ما يتقبله منه في الظاهر
لئلا يتسم بالنفاق[51]
5
- خلقيات التعلم:
نجد
اغزالي في رسالته حرصا كل الحرص على ذكر خلقيات التي يجب أن يتحلى بها المتعلم كما
نجده كذلك أيضا في منصنفات التراث التربوية الكثيرة التي تناولت هذه الخلقيات
كتلعيم المتعلم للزرنوجي وغيره وهذه الخلقيات مرتبطة بالعمل الذي و شرط العلم عند
الغزالي وإلا صار علما مجردا كما يسميه وهذه هي تلك الخلقيات على الاختصار:
1
– عدم اتباع الهوى: استهل الغزالي رسالته " النصيحة سهل والمشكل قبولها لأنها
في مذاق متبع الهوى مرّ"[52] ليحذر من اتباع الهوى الذي
يعوق بين المتعلم والتحصيل العملي كما أنه أيضا آفة كبيرة في طرق المتعلم فعدم
اتباع الهوى هو الذي يضبط النفس الأمارة بالسوء التي تترفع على الناس بالعلم ربما
لذلك أشار إليه في متسهل رسالته لشدة الخطوة والعواقب الوخيمة المترتبة عليه.
2
– الابتعاد عن المناظر: فهي " منبع كل خلق ذميم"[53] وبديهي جدا أنيبتعد
المتعلم عن كل فساد خلقي, وقد فصّل الغزالي القول في آفات المناظرة والعواقب
السلبية المترتبة عليها في كتابه الإحياء وهو هنا أيضا يحدثنا أن المناظرة تولّد
مهلكات وآفات : الحدس, التكبّر, والحقد, والغبية, وتزكية النفس, التجسس وتتبع
العورات, الفرح لمساءة الناس, النفاق والاستكبار عن الحق, الرياء وحب استمالة
القلوب...[54]
ويرى أنه يتشعب من هذه الخصال الشعر عشر أخرى من الزذائل وعلى الرغم من ذلك إلا أن
الغزالي يقبل بالمناظرة عند الاضطرار وذلك بشرطين
أ
– أن لا يفرّق بين أن ينكشف الحق على لسانك أو على لسان غيرك
ب
– أن يكون البحث في الخلاء أحب إليك من أن يكون في الملأ.[55]
3
– الحذر من أن يكون المرء واعظا ومذكرا: لأن في ذلك مضاعفة المسؤلية وتكلف في
القول والخطاب
4
– عدم التعامل مع أصحاب السلطة ( الأمراء والسلاطين ورجال الأعمال) وعدم قبول
هداياهم ولهذه النقطة تطبيقا وروايات
كثيرة عن العلماء في كتب التراجم.
5
– الصلة مع الله: أن يكون بالشكل الذي يرضى الانسان ما لو كان سيّدا على الآخرين.
6
– كعاملة الآخرين بما تحب أن يعاملوك وأن تحب للناس ما تحب لنفسك
7
– الزهد وعدم الحرص على جمع الدنيا إلا بمقدار كفاية سنة.
الفصل
الرابع وهي الخاتمة ويشتمل على:
نتائج
البحث, التوصيات والمقترحات
النتائج
1
– أن التربية الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ولكل الأجيال لأن الله أودعها خصائص
ومميزات تضمن له ذلك
2
– أن للمسلمين فكرا تربويا مميزا حازوا به قصب السبق في الميادين التربوية
3-
أن للمسلمين مفكرين تربويين تناولوا أغلب القضايا التربوية التي لا يزال الفكر
التربوي المعاصر يسعى للوصول إليها
4
– اهتمام الغزالي بقضايا التربوية وأغلب أفكاره لا يزال ضمن أجندة الفكري التربوي
المعاصر.
5
– نضج فكر الغزالي وسعة اطلاعه وغزارة مصنفاته مما جعله يركز على التربية
الايمانية كركيزة أساسية لإعداد الانسان الصالح حيث حدد موصفاته وفق المنهج
الاسلامي الأصيل المتفرد بالهداية في المنهج والسلوك
6
–أن التربية الاسلامية أفضل ما بذل فيها الجهد والمال كما أنها ضرورة بشرية ففيها
صلاح العالم والشعوب وفيها والنجاة في الدارين يوم القيامية.
التوصيات:
1
- إظهار وبيان إسهامات علماء المسلمين في مجال التربية والتعليم وربطها بالأفكار
التربوية المعاصرة
2
– غرس القيم التربوية التي تناولها المفكرون التربويون المسلمون في نفوس الناشئة
وذلك بالرجوع إلى كتبهم لتوضيح معالم التربية عندهم
3
– تضمين الكتب الدارسية بعض المفكرين التربوين المسلمين
الفهرس
مقدمة.......................................................................................................................................
2
موضوع
البحث..............................................................................................................................3
أسئلة
البحث................................................................................................................................3
أهداف
البحث..............................................................................................................................4
حدود
البحث................................................................................................................................4
مصطلحات
البحث.........................................................................................................................5
الغزالي
حياته وطلبه
للعلم..................................................................................................................7
عصر
الغزالي..................................................................................................................................8
مصنفاته........................................................................................................................................9
ثناء
العلماء عليه...............................................................................................................................9
التعريف
بكتاب "أيها الولد"..............................................................................................................10
غاية
العلم عند الغزالي......................................................................................................................14
العلم
والعمل به عند
الغزالي...............................................................................................................15
صفات
العالم المربّي عند الغزالي..........................................................................................................16
صفات
المتعلم وعلاقته بالمعلمّ.............................................................................................................17
خلقيات
التعلّم...............................................................................................................................18
النتائج
والتوصيات.........................................................................................................................21
الفهارس......................................................................................................................................22
المراجع........................................................................................................................................23
المراجع
القرآن
الكريم
علي
محي الدين القرده داغي, تحقيق كتاب أيها الولد, الطبعة الرابعة 2014
حمد، طيبة بنت واجي , نماذج من الأراء التربوية للشيخ
محمد بن عثيمين ، رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة
1425
فائز
محمد علي الحاج, من أعلام التربية الإسلامية, أبو حامد الغزالي, مكتب التربية العربي
لدول الخليج.
تاج
الدين السبكي, طبقات الشافية الكبرى , تحقيق د. محمود محمد الطناحي ود. عبدالفتاح محمد
الحلو.
صالح
أحمد الشامي, الإمام الغزالي, حجة الاسلام ومجدد القرن المائة الخامسة, دار القلم دمشق
الطبعة الأولى.
قباني
مروان, النسق التربوي عند الغزالي, الفكر العربي لبنان 1981
الغزالي,
المنقذ من الظلال,تحقيق عبدالحليم محمود, ط 1 دار النصر للطباعة, القاهرة 1986
النحلاوي
عبدالرحمن, أصول التربية الاسلامية دار الفكر دمشق ط3, 1996
الغزالي, إحياء علوم الدين, طبعة مكتبة التجارية في القاهرة
إعداد : إبراهيم عمر غربا
الإشراف: الدكتور عيد حجيج الجهني
إعداد : إبراهيم عمر غربا
الإشراف: الدكتور عيد حجيج الجهني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire